مختصر سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

هو ابو حفص ،عمر بن الخطاب ، لقبه الرسول بالفاروق يوم اسلامه، وهو ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولد في مكة قبل الهجرة بأربعين سنة ، ونشأ في بيت اشتهر بالسيادة والشرف، وتربى على الصدق والامانة والجرأة في قول الحق ، اليه كانت السفارة في الجاهلية، وقد اسلم فكان اسلامه نصرا للمسلمين ومبدأ عهد جديد اللجهاد في سبيل اعلاء كلمة الدين وهو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها .

صحب عمر النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن صحبته، وهو من أوائل من هاجر الى المدينة وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا من غزواته وكان ممن ثبت معه في غزوة أحد وغزوة حنين ، وكان رضي الله عنه يرى الرأي أحيانا فينزل به القرآن وقد مدحه الرسول صلى الله عليه وسلم( إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق ، فرق الله به بين الحق والباطل ).

وعهد اليه ابو بكر رضي الله عنه بالخلافة من بعده بعد أن استشار كبار الصحابة والمهاجرين ، وكانت خلافة عمر فتحا للمسلمين فسجل أروع الآثار في تاريخ الاسلام فتوحا وعدلا ورحمة وزهدا وورعا ، واستمر في نهج ابي بكر وأبقى رايات الجهاد مرفوعة في بلاد فارس والروم حتى كانت موقعة القادسية في سنة 14هـ وأطاح القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه برستم قائد الفرس ، وواصل المسلمون فتح الأمصار والمدن حتى فتح الله لهم المدائن في شهر صفر سنة 16هـ بعد حصار دام شهرين وبهذا سقطت عاصمة دولة الفرس وأرسل سعد بن ابي وقاص الى عمر رضي الله عنهما كنوز كسرى وسواريه وبساطه بذهبه وفضته، فدعا بسراقة بن مالك وألبسه سواري كسرى وقال الحمد لله ، سوارا كسى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك أعرابي من مدلج، وهو بهذا يشير الى وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لسراقة حينما قال له وهو مهاجر من المدينة مع ابي بكر وقال له وهو ينظر الى ذراعيه: ( كأني بك يا سراقة وقد لبست سواري كسرى ) فتحقق ما وعده صلى الله عليه وسلم وهذه من معجزات نبينا عليه الصلاة والسلام ثم سار الجيش المسلم بقيادة النعمان بن مقرن رضي الله عنه لملاحقة فلول الفرس حتى التقى الجمعان في معركة نهاند وتسمى فتح الفتوح سنة 21هأ وكبر النعمان رضي الله عنه التكبيرة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة التى انطلق بعدها أهل الجهاد يدكون حصون الكفر ، وهكذا تمزق ملك كسرى في مدة وجيزة وكان ذلك استجابة من الله لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم حينما علم أن كسرى مزق رسالته التى أرسلها اليه .

وفي عهد عمر رضي الله عنه كان للشام نصيب من رايات الجهاد بقيادة الصحابي الجليل ابي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه أمين هذه الأمة حيث فتح الله علي يديه بيت المقدس، ثم فتحت مصر على يد القائد عمر بن العاص رضي الله عنه ، وقد بنيت البصرة والكوفة في عهده وأرخ بالهجرة ودون الدواوين وصلى بالناس التراويح.

وفي نهاية مدة خلافته التي استمرت عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام دعا الله عز وجل ( اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك ،وموتا في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم ) ، فاستجاب الله دعاءه وجمع له بين الأمرين فكان استشهاده على يد أبي لؤلؤة المجوسي الذي ترصد له في صلاة الفجر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي في المحراب فتسلل بين الصفوف وفي يده خنجر له رأسان فضرب عمر ست صربات احداهن تحت سرته وهي التي قتلته ثم حملوه الى داره والدم يسيل من جرحه فجعل يفيق ثم يغمى عليه ثم يذكرونه بالصلاة فيفيق ويقول : نعم ولا حظ في الاسلام لمن تركها ثم صلى في الوقت وعندما علم أن الذي قتله المجوسي قال : الحمد لله الذي لم يجعل منيتى على يد رجل سجد لله سجدة واحدة.

وتوفي رضي الله عنه ليلة الاربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة 23 للهجرة ودفن بدوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق، وكان مقتله رضي الله عنه امتدادا للحقد المجوسي واليهودي على دولة الاسلام الفتية والذي نراه لا يزال مستمرا الى يومنا هذا ، فالصراع بين الحق والباطل قائم الى قيام الساعة.

وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( أثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) فالصديق ابو بكر والشهيدان عمر وعثمان رضي الله عنهم اجمعين .
وصلى الله عليه سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الجمعين